همســــات القلوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همســــات القلوب

منتديآت همسآت القلوب للاصـدقآء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
::Am4host.com::ChaT
دخول الزوار دخول المراقبين
DigiChat requires a Java Compatible web browser to run.   DigiChat requires a Java Compatible web browser to run.  

 

 بكاء السماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hamada123
عضو متقدم
عضو متقدم
avatar


عدد الرسائل : 26
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 29/03/2008

بكاء السماء Empty
مُساهمةموضوع: بكاء السماء   بكاء السماء Icon_minitimeالخميس يونيو 05, 2008 4:37 pm

السلام عليكم
قال تعالى

([فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ] {الدُخان:29}

والسماء لا تبكي لموت أحد--ولا الأرض كذلك--فلا بد أن يكون المعنى مجازيا أو كنائيا---وكما هو معروف لدى النّاس استخدامهم مثل هذه العبارات تعظيما لشأن الميت--فيقولون "كلّ البلد تبكيه" ويقصدون أهل البلد--لأنّ الحجارة لا تبكي.

على أيّة حال فقد قال فيها الإمام إبن كثير في تفسيره ما يلي

(وقوله سبحانه وتعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض} أي لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله تعالى فيها فقدتهم، فلهذا استحقوا أن لا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم وعتوهم وعنادهم.

روى الحافظ الموصلي، عن أَنَس بن مالك رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه"، وتلا هذه الآية: {فما بكت عليهم السماء والأرض} (أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده، ورواه ابن أبي حاتم أيضاً بنحوه) وذكر أنهم لم يكونوا عملوا على الأرض عملاً صالحاً يبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم، ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم.)

وهو في تفسيره لم يفسر البكاء مكتفيا بذكر لفظة البكاء تكريرا لها كما جاءت في نصّ الآية أو نصّ الحديث

و لا بد أن يكون بكاء السماء كناية عن عظم الميّت --وهذا التأويل مرضيّ عندنا لاستخدام العرب له.
فالآية مسوقة كتحقير لهؤلاء النّاس الذين كانوا في حياتهم زعماء وائمة للكفر --فإذا ما ماتوا ماتوا موتا عاديا لا أهميّة له---

قال تعالى([فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ] {الدُخان:29}

أي هم لكفرهم وصدّهم عن سبيل الله يموتون ميتة لا يهتم بها أحد ولا يشعر بها أحد ولا قيمة لفقدهم عند أهل الأرض وعند أهل السماء---

هم يخرجون من هذه الدنيا لا يلتفت لخروجهم أحد --فالتعبير الذي في الآية كناية عن حقارة شأنهم عند رب العباد

وقد كانت العرب تستخدم مثل هذه التعابير دلالة على موت عظيم --حتّى أنّه قد ورد مثل هذا التعبير في قوله عليه الصلاة والسلام حول اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ---والعرش لا يهتز حقيقة لموت أحد

وقد قال المفسّر العلامة إبن عاشور فيها ما يلي

(أي فما كان مُهلَكُهم إلا كمُهلَك غيرهم ولم يكن حدثاً عظيماً كما كانوا يحسبون ويحسب قومُهم، وكان من كلام العرب إذا هلك عظيم أن يهوِّلوا أمر موته بنحو: بَكت عليه السماء، وبكته الريح، وتزلزلتْ الجبال، قال النابغة في توقع موت النعمان بن المنذر من مرضه:فإن يهلك أبو قابوس يهلِك ربيعُ الناس والبلدُ الحرام وقال في رثاء النعمان بن الحارث الغساني:بكَى حارثُ الجَولان من فقد ربه وحَوْران منه موحَش مُتضائل
والكلام مسوق مساق التحقير لهم، وقريب منه قوله تعالى:
{ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال }[إبراهيم: 46]، وهو طريقة مسلوكة وكثر ذلك في كلام الشعراء المحدثين، قال أبو بكر بن اللَّبَّانَةِ الأندلسي في رثاء المعتمد بن عباد ملك إشبيلية

:تبكي السماء بمزن رائحٍ غَاد على البهاليل من أبناء عَباد والمعنى: فما كان هلاكهم إلا كهلاك غيرهم وَلا أنظروا بتأخير هلاكهم بل عجّل لهم الاستئصال.)__________________

منقول للعبرة و العظة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بكاء السماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همســــات القلوب :: المنتدى الإسلامى :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: